في ظل التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية العالمية، استعادت أسعار الفضة زخمها مجددًا، مدعومة بتوقعات قوية بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وتزايد الإقبال على المعادن الثمينة كملاذات آمنة، إلى جانب نمو الطلب الصناعي العالمي على الفضة، خاصة من قطاعات الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية.
وكشف تقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن” للأبحاث، أن سعر جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلية انخفض من 53 إلى 52 جنيهًا بنهاية الأسبوع، بينما سجل عيار 999 نحو 65 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 60 جنيهًا، وبلغ سعر جنيه الفضة (عيار 925) حوالي 480 جنيهًا.
أداء عالمي متقلب وبيانات أمريكية تدفع الفضة للصعود
على الصعيد العالمي، افتتحت أوقية الفضة تداولات الأسبوع عند 38 دولارًا، لتغلق عند 36.96 دولارًا، وسط ضغوط ناتجة عن البيانات الاقتصادية الأمريكية وضعف أداء الدولار. غير أن تقرير الوظائف الأمريكية لشهر يوليو، الذي كشف عن إضافة 73 ألف وظيفة فقط مقابل توقعات بـ110 آلاف، أعاد الزخم للفضة، بعد أن تراجع الدولار وعوائد السندات.
يوليو يسجل ذروة جديدة للفضة منذ 13 عامًا
خلال يوليو، ارتفعت الفضة لمستويات قياسية، حيث افتتح جرام الفضة عيار 800 عند 50.50 جنيهًا، ليصل إلى 54 جنيهًا قبل أن يغلق الشهر عند 52 جنيهًا. وعلى مستوى الأوقية، ارتفعت الأسعار من 36 إلى 39.37 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ عام 2011.
آفاق واعدة بدعم من الطلب الصناعي والتوجهات الخضراء
أوضح التقرير أن الطلب الصناعي المتنامي على الفضة، خاصة في صناعات الطاقة المتجددة والإلكترونيات والمركبات الكهربائية، يشكل عامل دعم قوي للأسعار، في ظل استمرار نقص المعروض واضطرابات سلاسل التوريد العالمية. وأشار بنك “سيتي” إلى أن الفضة مرشحة لبلوغ 40 دولارًا خلال 6 إلى 12 شهرًا، مع احتمالات بتجاوز 46 دولارًا في الربع الثالث من عام 2025.
توصيات للمستثمرين في مصر
مع التوسع المصري في مشروعات الطاقة المتجددة والبنية الصناعية المستدامة، تبرز الفضة كعنصر استراتيجي، ويوصي التقرير المستثمرين المصريين بتخصيص 10% من محافظهم الاستثمارية للفضة، ضمن استراتيجية تنويع تجمع بين الأمان والعائد المحتمل.
ويُتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على الفضة حاجز 1.2 مليار أوقية بحلول 2025، بحسب معهد الفضة الدولي، مما يعزز من فرص الفضة في أن تتحول إلى نجم صاعد في سوق المعادن الثمينة عالميًا.